توقعت شركة "فولكس فاغن" أكبر صانع سيارات في أوروبا، أن يشهد هامش الربح التشغيلي لعام 2025 استقراراً مع احتمال تحقيق زيادة طفيفة، هذا التوقع يأتي في ظل بيئة اقتصادية وتجارية صعبة، حيث تعاني صناعة السيارات العالمية من تراجع الطلب وارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية والتجارية التي تؤثر على سلاسل التوريد.
وتعكس توقعات فولكس فاغن النظرة الحذرة التي تتبناها العديد من الشركات الأوروبية في قطاع السيارات، فمع تراجع الطلب العالمي، خاصة في الأسواق الرئيسية مثل الصين وأوروبا، وارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام، أصبحت الشركات تواجه ضغوطاً كبيرة على هوامش الربح.
وقد صرّح الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاغن "هيربرت ديس" قائلاً: "نحن نعمل في بيئة مليئة بالتحديات، لكننا نركز على تعزيز كفاءتنا التشغيلية وتبني استراتيجيات طويلة الأمد لضمان استمرارية النمو."
وتسعى فولكس فاغن، كغيرها من الشركات الأوروبية، إلى تعزيز وجودها في سوق السيارات الكهربائية، حيث تهدف إلى إنتاج سيارات كهربائية بأسعار معقولة لمواجهة المنافسة الشرسة من الشركات الآسيوية، وخاصة الصينية، التي تتمتع بأسعار تنافسية وتقنيات متقدمة. ومع ذلك، فإن التحول نحو الكهرباء لا يخلو من التحديات، حيث ترتفع تكاليف التصنيع بشكل ملحوظ بسبب الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا.
ويقول ماركوس شوير المحلل المالي المتخصص في قطاع السيارات على توقعات فولكس فاغن قائلاً: "استقرار هامش الربح التشغيلي يعتبر إنجازاً في ظل الظروف الحالية، ومع ذلك، فإن نجاح الشركة في تحقيق زيادة طفيفة سيعتمد بشكل كبير على قدرتها على تنفيذ خطط خفض التكاليف وتحقيق النمو في سوق السيارات الكهربائية."
من جهة أخرى، أشارت آنا فيشر، الخبيرة الاقتصادية في بنك "بيرنبرغ"، إلى أن "الشركات الأوروبية تواجه ضغوطاً متزايدة من المنافسين الآسيويين، خاصة في مجال السيارات الكهربائية، ولذا فإن استراتيجيات خفض التكاليف والابتكار ستكون المفتاح للبقاء في السوق."
رغم الجهود التي تبذلها فولكس فاغن، إلا أن التحديات لا تزال قائمة،، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التصنيع، تواجه الشركة تحديات تتعلق بسلاسل التوريد، خاصة في ظل النقص العالمي في أشباه الموصلات، والتي تعتبر مكوناً أساسياً في صناعة السيارات الحديثة، كما أن التغيرات في السياسات الحكومية، خاصة تلك المتعلقة بدعم السيارات الكهربائية، قد تؤثر على توقعات النمو.
وسوم
اسواق عالمية