أصدرت محكمة تركية حكماً بالسجن المؤبد المشدد ثلاث مرات على المواطن التركي "كمال كوركماز"، بعد إدانته بإشعال حريق متعمد في موقع بناء بمنطقة غوزلباهجه في إزمير، ما أدى إلى وفاة ثلاثة عمال سوريين كانوا يقيمون في الموقع.
ووقعت الحادثة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما اندلع حريق داخل غرفة يقيم فيها العمال السوريون أحمد العلي (21 عاماً)، مأمون النبهان (23 عاماً)، ومحمد البيش (17 عاماً). الحريق أسفر عن إصابتهم بجروح بالغة، حيث توفي اثنان منهم بعد يومين، بينما توفي الثالث بعد أسبوع متأثراً بجروحه. وأكدت التحقيقات أن الحريق كان متعمداً، حيث اعترف "كمال كوركماز" باستخدام البنزين لإشعاله بعد أن أعد أدواته وخطط للجريمة مسبقاً.
بعد اعتقاله بـ 14 يوماً من الحادثة، حُوكم "كمال كوركماز" وأدين بتهمة "القتل العمد المؤهل"، وحُكم عليه بالسجن المؤبد المشدد ثلاث مرات، إضافة إلى السجن لمدة سنة ونصف بتهمة "الإضرار بالممتلكات". وفي مارس/آذار الماضي، صادقت المحكمة على الحكم، مشيرة إلى خلو القضية من أي تناقضات قانونية.
أثارت الجريمة استنكاراً واسعاً في المجتمع التركي، حيث طالب المدعي العام في إزمير بتوقيع عقوبة السجن المؤبد المشدد عن كل ضحية بشكل منفصل، مؤكداً أن الجريمة نُفذت عن سبق إصرار وترصد. وأكدت المحكمة في حكمها النهائي مسؤولية المدان، ليصبح الحكم الصادر بمثابة إغلاق لقضية أثارت جدلاً واسعاً حول العدالة وحقوق العمال والمهاجرين في تركيا وفي التحديد السوريين حيث هم الفئة الأكثر في تركيا حيث تصل عدد الاجئين السوريين في تركيا إلى ثلاث ملايين سوري.