بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يتوقع كثيرون أن تشهد السياسة العالمية تقلبات جديدة ومفاجآت غير متوقعة. فالرئيس المنتخب، المعروف بميوله الحمائية وشعار "أميركا أولاً"، يبدو مصمماً على قلب الصفحة على سياسات سلفه جو بايدن والعودة بأسلوبه المثير للجدل إلى إدارة الملفات الدولية.
فيما يخص الحرب الأوكرانية، يظهر ترامب إصراراً على إنهاء الصراع سريعاً عبر ممارسة ضغوط على أوكرانيا لتقديم تنازلات لروسيا. يرى ترامب، الذي لم يتوانَ عن التفاخر بعلاقته "الجيدة جداً" مع فلاديمير بوتين، أن الحرب الأوكرانية ما كان لها أن تبدأ أساساً. وتوقع مراقبون أن يحاول ترامب دعوة بوتين إلى محادثات دبلوماسية مباشرة، قائلاً: "فلنتكلم عن الموضوع يا فلاديمير" - في خطوة تعكس أسلوبه المميز والمثير للجدل في التفاوض.
لكن خبراء مثل ليون أرون من معهد "American Enterprise Institute" يشككون في قدرة ترامب على انتزاع تنازلات حقيقية من بوتين، لا سيما مع تدخل الكونغرس الذي قد يفرض قيوداً على تحركات الرئيس.
التحالفات التقليدية للولايات المتحدة قد تواجه تحديات حقيقية في ظل عودة ترامب. فقد سبق له أن انتقد الأوروبيين، مشككاً بجدوى حلف الناتو وداعياً أوروبا لتحمل مزيد من الأعباء الدفاعية. ومع إعلان فوزه، سارع قادة دول مثل إيمانويل ماكرون وكير ستارمر لتهنئته، لكن يبقى السؤال: هل سيعيد ترامب إحياء توترات الماضي مع أوروبا؟.
يعيد ترامب تسويق شعاره "أميركا أولاً"، خصوصاً في قضايا التجارة والهجرة. وأعاد التزامه بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة، مما قد يفاقم الأزمات في أميركا اللاتينية. ويرى محللون أن ترامب قد يواصل مقاربته القائمة على الصفقات في التعامل مع الصين، التي يعتبرها "العدو الاقتصادي" لأميركا، رغم تفاخره بعلاقته مع الرئيس شي جين بينغ.
في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يعزز ترامب دعمه لإسرائيل. وقد أشار نتنياهو إلى عودة ترامب باعتبارها "أعظم عودة في التاريخ"، معرباً عن سعادته بعودة الالتزام القوي تجاه التحالف الأميركي-الإسرائيلي. ويبدو أن ترامب قد يعطي ضوءاً أخضر لإسرائيل في تصعيد عملياتها في غزة ولبنان، مما قد يعيد تصعيد التوترات في المنطقة.
وفيما يتعلق بإيران، يتوقع أن يصعد ترامب الضغط بشكل غير مسبوق على طهران، في محاولة للتصدي لأي محاولات للتوسع الإيراني. وقد شجّع ترامب إسرائيل على اتخاذ خطوات عسكرية جريئة، كاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مما يضع المنطقة على حافة تصعيد غير مسبوق.
يرى محللون مثل براين فينوكن من "International Crisis Group" أن ترامب في ولايته الثانية قد يكون أكثر حدة، خصوصاً أنه لن يخشى ردود الفعل مثلما كان في ولايته الأولى. وإذا ما استمر على هذا النهج، فقد يقلب ترامب كثيراً من الحسابات الدولية، خصوصاً مع دعمه المتجدد لحلفائه القوميين حول العالم.
وسوم
الإنتخابات الأمريكية