إينار نيوز - مجزرة جديدة في جباليا
استيقظ سكان حي جباليا البلد شمال قطاع غزة اليوم الأحد على وقع فاجعة جديدة، حيث استهدفت غارات الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكني لعائلة علوش، ما أسفر عن "استشهاد 41 فلسطينياً"، بينهم 15 طفلاً، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بينما لا يزال العديد في عداد المفقودين تحت الأنقاض أمام نظر العالم.
فوضى ودمار شامل في جباليا
في الساعات الأولى من الفجر، تحول شارع غزة القديم في جباليا إلى "ساحة من الفوضى والغبار والدخان" بعد قصف مكثف لطائرات الاحتلال. المبنى المكون من 3 طوابق دُمّر بالكامل، وهرع الجيران بأيديهم العارية وأدوات بدائية في محاولات يائسة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من بين الركام.
وقال "الحاج عبد الناصر علوش"، أحد أقارب العائلة وشاهد عيان على المجزرة المشهد لا يُوصف. كان الناس يزيلون الحجارة بأيديهم العارية، ومع كل كومة تُزال، تظهر مشاهد مؤلمة لأطفال ونساء مغطاة أجسادهم بالغبار والرمال. وأضاف الحاج "لم يبق من ملامح بعض الوجوه إلا القليل".
صورة إنسانية مؤلمة من المستشفى المعمداني
في المستشفى المعمداني، بمدينة غزة، كان الوضع مأساوياً، حيث تراكمت جثامين الشهداء على الأرض، وسط عجز الطواقم الطبية عن التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى والشهداء بسبب نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وقال "سائد محمد"، أحد جيران العائلة المستهدفة "رأيت أكثر من 30 جثماناً لأطفال وأمهات. الغارات لم تترك شيئاً، المبنى أصبح أثراً بعد عين.
وأشار إلى طفلة صغيرة كانت قد نزحت مع عائلتها هرباً من القصف في معسكر جباليا إلى منزل جدها، لكنها لم تنجُ من القصف: "ما الذنب الذي اقترفته هذه الطفلة؟ وما الهدف من قتل عائلة كاملة من المدنيين؟".
حماس إبادة الشمال تتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً عاجلاً
فيما صدر بيان من "حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، وطالبت بتدخل عاجل من الدول العربية والإسلامية لوقف المجازر التي يتعرض لها "شمال قطاع غزة". وقالت الحركة إن ما يجري في جباليا هو تطهير عرقي ممنهج يستهدف المدنيين والأحياء السكنية، ويتطلب وقفة جادة من القادة المجتمعين في الرياض.
وأضاف البيان أن "استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم، بعد أكثر من 400 يوم من القصف والتجويع، يشير إلى نية واضحة لتدمير كل مقومات الحياة في القطاع، بما في ذلك المستشفيات والبنى التحتية".
الوضع الإنساني في غزة دمار وحصار خانق
تعيش غزة تحت حصار خانق منذ أشهر، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والوقود. ويصف السكان الوضع بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ القطاع"، مع تصاعد الغارات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق واستهداف الأحياء السكنية المكتظة بالنازحين.
يتطلب الوضع الراهن "تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي" لوقف ما وصفته منظمات حقوقية بأنه "جرائم حرب" تستهدف المدنيين الأبرياء، في انتهاك واضح لكل المواثيق والأعراف الدولية.
وفي النهاية تظل مأساة عائلة علوش مثالاً مأساوياً على معاناة المدنيين في شمال وجنوب والقطاع بالكامل، حيث باتت الحياة اليومية مشهداً متكرراً للدمار والفقدان، في ظل غياب أي حل سياسي ينهي هذه الكارثة الإنسانية المستمرة. حيث قد لا يستوعب أي عقل هذه الكارثة حيث تجد القتل والدمار والخوف كل مكان، لو كان شعب أخر لا رأينا العجب العوجاب.