تباطؤ التضخم في تركيا لشهر أكتوبر 2024.. هل بدأت الجهود تؤتي ثمارها؟

في إعلان جديد من مؤسسة الإحصاء التركية "TurkStat"، كشف عن نتائج مؤشر أسعار المستهلكين "CPI" لشهر أكتوبر 2024، موضحًا بعض المؤشرات الإيجابية على تباطؤ التضخم. أظهرت البيانات أن المؤشر المعدل موسمياً ارتفع بنسبة 2.51% فقط مقارنة بالشهر السابق، لتكون هذه أدنى زيادة شهرية منذ أربعة أشهر. نسبة الزيادة هذه أقل من تلك التي سجلت في سبتمبر (2.73%)، مما يلمح إلى اتجاه هبوطي قد يعكس تحسناً بسيطاً في الوضع الاقتصادي.


التضخم الأساسي ينخفض بخطى ثابتة بيانات التضخم الأساسي أشارت أيضاً إلى تباطؤ إيجابي، حيث سجل معدل الزيادة 2.43% في أكتوبر، مقارنة بـ 2.86% في سبتمبر. هذا الانخفاض يعكس تراجعاً في ضغوط الأسعار التي أثقلت كاهل الاقتصاد التركي خلال الفترة الماضية، وقد يكون نتيجة لبعض التدابير التي اتخذتها الحكومة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

الخدمات تشهد تراجعاً.. والإيجارات تسجل أعلى ارتفاع في قطاع الخدمات، لوحظ تراجع طفيف في معدل التضخم، الذي بلغ 3.43% في أكتوبر. ورغم هذا التراجع، برزت فئة الإيجارات بزيادة قدرها 5.39%، تليها بعض الخدمات الأخرى بنسبة 3.54%. يوضح هذا التباين أن أسعار بعض الخدمات ما زالت تشهد ضغوطاً صعودية، في حين تمكنت أخرى من الاستقرار النسبي.

أسعار السلع والفواكه والخضروات تلقي بثقلها على المستهلكين تضخم السلع تباطأ أيضاً إلى 2.10%، ولكن شهدت أسعار الفواكه والخضروات الطازجة زيادة كبيرة بنسبة 12.62%، لتكون واحدة من أكثر الفئات تأثراً بارتفاع الأسعار. هذا الارتفاع الملحوظ يسلط الضوء على بعض التحديات التي لا تزال قائمة، وخاصة فيما يتعلق بأسعار السلع الأساسية.

الجهود الحكومية تؤتي ثمارها تدريجياً؟ تأتي هذه الأرقام وسط محاولات حثيثة من السلطات التركية لكبح جماح التضخم وتحقيق استقرار اقتصادي. ووفقًا لهذه البيانات، يبدو أن هناك مؤشرات على نجاح نسبي، لكن الطريق نحو استقرار كامل لا يزال بحاجة إلى متابعة دقيقة وتحليل شامل للتحديات المتغيرة.

مع دخولنا في الربع الأخير من العام، تتوجه الأنظار نحو نتائج شهر نوفمبر لمعرفة ما إذا كان هذا التباطؤ سيستمر. إذا استطاعت الحكومة التركية مواصلة استراتيجياتها بنجاح وتعزيز التدابير التي تهدف للحد من التضخم، قد نرى استمراراً لهذا التحسن التدريجي في الأسعار.

ومن المتوقع أن تظل الفئات الأساسية، مثل أسعار الأغذية الطازجة والإيجارات، موضع متابعة دقيقة؛ كونها تمثل ضغطاً مباشراً على ميزانية المواطن التركي. وتتزايد الآمال بأن تستمر الجهود في تهدئة الأسعار بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة، مما قد يوفر للمواطنين بعض الراحة من تقلبات الأسعار المستمرة ويعيد الثقة تدريجياً إلى الأسواق التركية.

هل نشهد استقراراً قريباً؟ يبقى السؤال: هل سيستمر هذا الاتجاه التنازلي للتضخم أم سنرى تقلبات جديدة؟ تبدو المؤشرات إيجابية حتى الآن، ولكن الاقتصاد التركي، كغيره من الاقتصادات، لا يخلو من التحديات. الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كانت هذه الجهود الحكومية ستؤتي ثمارها بشكل كامل وتحقق استقراراً ملموساً أم لا.

المصدر: موقع تركيا بالعربي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

 





نموذج الاتصال